خلال أسابيع قليلة، عرفت حياة جيرارد بيكيه الكثير من التغيرات التي ربما لم تعرفها لسنوات.
أولًا، اعتزل بيكيه كرة القدم بشكلٍ مفاجئ في شهر نوفمبر، تزامن ذلك مع خروج أنباء خيانته لـ شاكيرا.
بعدها انفصلت المغنية عنه وأطلقت أغنيتها العاصفة التي كانت حديث العالم.
وبالتزامن مع كل ذلك، أطلق بيكيه مشروعه الضخم: كينجز ليج، وهي مسابقة كرة قدم بقوانين مختلفة تُبث مباريتها على “تويتش”، وبالطبع لم يكن بعيدًا للغاية عن قضية نيجريرا التي تهدد نزاحة ناديه برشلونة.
دعونا نتطرق إلى حواره المطول مع صحيفة “البايس” الذي تطرق لكل هذه الأمور.
برشلونة يواجه أزمة كبيرة في قضية نيجريرا، هل وصلت للاعبين تقارير الحكام المزعومة؟
“لم يعطونا أي تقارير. وأنا لم أطلب أي تقارير أبدًا. بعض اللاعبين الآخرين كانوا يطلبون تقارير عن المنافسين، وربما بعضهم طلب عن الحكام. أنا ليس لدي أي فكرة. على المستوى الجماعي لم نتلق أي شيء. لكنها مسألة من أجل الحديث عن المؤامرات ومن أجل الأغلفة الصحفية. إسبانيا تعيش على هذه الأمور، يجب أن نفهم سبب خروج هذه المسائل”.
ما مدى تواطؤ جوان لابورتا في ظل تلاقي مصالح ريال مدريد وبرشلونة؟
“علاقتي مع جوان كانت رائعة دومًا منذ 2008، دائمًا ما قلنا كل شيء بصراحة، حدثت لحظات من الشد تمامًا مثل أي علاقة طويلة قائمة على الثقة. لكن علاقتنا طبيعية رغم أنه عندما يعتزل لاعب تضطر إلى خوض حوارات صعبة، هذا يحدث مع الأصدقاء ورفاق العمل والعائلة”.
هل تريد أن تكون رئيسًا لـ برشلونة؟ وهل سيحدث ذلك بتصويت الأعضاء أم بتحويل برشلونة إلى شركة مساهمة؟
“لا أعرف. الأمر مُعقّد. برشلونة نادٍ مميز ومختلف، وكان محكومًا دائمًا بواسطة الأعضاء الذين هم مُلاك النادي. آمل أن يستمر الوضع هكذا. نحن في وضعٍ صعب، والرئيس يعرف الخطوات التي يجب اتخاذها. الأمر ليس سهلًا بسبب الاستثمار الكبير في الملعب الجديد مع وجود دين كبير من فترة الكورونا. رسائل لابورتا إيجابية، دعونا نرى ما سيحدث”.
ساهمت شركتك في إقامة كأس السوبر الإسباني في المملكة العربية السعودية وقد صاحب ذلك الكثير من الجدل. هل تندم على ذلك؟
“حدث الكثير من الفوضى، لكن عندما تشرح الأمر جيدًا يتضح أن الأمور تمت بصورة شفافة. شرحت الوضع في 10 دقائق. إنها واحدة من أفضل العمليات في تاريخ الاتحاد الإسباني لكرة القدم، وأنا فخور بذلك”.
هل آلمك فقدان تنظيم كأس ديفيز الذي كان مشروعك الرئيسي؟
“كان ذلك قاسيًا. لكن الأمر يتوقف على منظورك. كنا ندفع رسومًا للاتحاد الدولي للتنس وكان يتزايد كل عام. خططنا للمشروع ليكون على مدار 25 عامًا، هذا كان الاتفاق وكنا نعتقد أنه سيكون هناك أرباح معينة. لكن جاءت الكورونا وتدهور الوضع، رغم أن الأرقام كانت رائعة في أول عام، ولم تُنظَم في 2020”.
“في 2021 عادت البطولة لكن دون جماهير، وتواصلت الرسوم في التزايد، وعندما طلبنا التفاوض معهم مجددًا، لم يوافق اتحاد التنس وتم فسخ العقد، وبذلك اضطررنا إلى اللجوء للقضاء”.
كيف أثّر عليك انفصالك عن شاكيرا الذي غطته وسائل الإعلام؟
“لن أعلّق، لا أحب التعليق على ذلك. كل منا لديه مسؤولية محاولة القيام بالأفضل لأطفاله”.
الأطفال يصلهم ذلك…
“يجب حمايتهم. هذا هو عمل كل الأباء مع أطفالهم. أنا مركز على ذلك وهذا هو عملي كأب”.
وكيف حالك على المستوى الشخصي؟ يبدو أن الأمور تخرج معك بشكل جيد دائمًا.
“الأمر ليس كذلك. الأمر يتوقف على استقبال الناس للأمور أو كيف تبيعه الصحافة. أواصل فعل ما أحب. عندما يحين موعد موتي سأنظر إلى الماضي وآمل أن أكون قد حققت ما أريد. أود أن أكون وفيًا لنفسي. لن أنفق أموالًا بحثًا عن تلميع صورتي. من أقلق بشأنهم هم الأشخاص الذين أحبهم ومن يعرفونني. أمّا البقية فلا أهتم بشأنهم. أوجّه طاقتي لأكون مع أحبابي وأن أعطيهم ما لدي. أنا سعيد للغاية. حدثت تغييرات في حياتي واستطعت الحفاظ على سعادتي رغم ذلك”.
تركت كرة القدم في نوفمبر، هل كان يمكن أن تلعب لفترة أطول؟
“نعم. لكن لا أحب الضغط في هذه الأمور. الأمر بات أكثر صعوبة بمرور السنوات. لو كانت المباراة في الرابعة عصرًا بعد الغداء وفي الشمس كان الأمر يضايقني. يجب أن أكون صريحًا، فقدت الشغف واحتجت إلى تحديات جديدة ورأيت أنني لم أعد مهمًا في الفريق مثل السابق. لم أقض وقتًا ممتعًا، وقد اتخذت القرار الصحيح”.
ألست نادمًا؟
“على الإطلاق. فقط أفتقد المنافسة والأجواء الكهربائية والمباريات في برنابيو كورنيا (ملعب إسبانيول)”.
رغم أنهم كانوا يسبونك…
“كثيرًا. لكن ذلك كان يحفزني. في لحظة ما وحتى أحمي نفسي، كنت أذهب إلى الملعب وأفكر أن المشجعين هم عبارة عن ممثلين، وفي النهاية لم تعد تؤثر عليّ هذه الهتافات”.
وماذا ترى عندما تنظر إلى الماضي؟
“أرى المسيرة التي كنت أحلم بها. كنت اللاعب الذي أردت أن أكونه. فعلت كل شيء وفزت بكل شيء، كانت مسيرة جميلة للغاية”.
هل كنت قلقًا من عدم إيجاد ما يشغلك بعد الاعتزال؟
“كثيرًا. زملاء سابقين مثل بويول وفيا أخبروني أنه في اليوم التالي للاعتزال تسأل نفسك: والآن ماذا أفعل؟”.
“نحن محظوظون بتحقيق ثروة كبيرة في وقتٍ قصير، لكن بعدها تصبح إدارة مستواك الاجتماعي صعبًا، يجب أن تتأقلم. أنا من جانبي استعددت لهذا التحوّل عن طريق إطلاق كينجز ليج، خططت للأمر من قبلها”.
يوم 26 مارس ستقام نهائيات كينجز ليج في ملعب كامب نو، وقد بعت 75 ألف تذكرة ولديكم متابعين قدرهم مليوني و100 ألف شخص. هل كنت تنتظر هذا النجاح؟
“شعرت أن جمع 12 من أصحاب البث المباشر مع إضافة جزء المتعة إلى كرة القدم سيكون جيدًا. لكني لم أفكر أن التأثير سيحدث بهذه السرعة. إنه مشروع مميز ويخاطب الأجيال الجديدة”.
ويمكن أن يتطور أكثر.
“لو قمنا بالأمور بشكل جيد، نعم. مسابقة كينجز ليج موجودة لفترة. في إسبانيا يعرفها الناس جيدًا، لكن في أسواق أخرى لم تنتشر بعد. يجب أن نرى كيف سنتوسّع وأين. نريد الذهاب إلى أمريكا الجنوبية العام المقبل”.
إنه مزيج مميز…
“هناك أشخاص يركزون بشكل كبير على ما يحدث في الملعب والجانب التكتيكي، هذا جيد، ولكن مع الوقت يبحث الناس أكثر عن الترفيه، وأندية كرة القدم تحمي اللاعبين بشكل مبالغ، لا يتركونهم يخرجون عن السيناريو الموضوع لهم. ونحن على النقيض، نحن منفتحون ولدينا حضور أفضل في وسائل التواصل الاجتماعي”.
“رغم أنها ليست كرة قدم متشابهة، لكن في كرة القدم نحتاج أن تفتح الأندية أبوابها أكثر رغم أن ذلك سيصعّب عليهم السيطرة عما يخرج. لكن لو لم يفعلوا ذلك، فسيفقدون الكثير من المتابعين”.
هل المحتوى الذي يقدّمه الدوري الإسباني عفا عليه الزمن؟
“لا، لا. المنتج هو كرة القدم وهو أفضل ما يمكنك رؤيته في إسبانيا. لكن لو تحدثت فقط عن المباراة التي تدوم 90 دقيقة، فالشباب لن يريدون ذلك. أنا لا أنتقد هنا. الشباب يريدون عيش التجربة طوال 24 ساعة، يريدون معرفة كل شيء”.
“الأمر مثل سوق الانتقالات، ورغم أن ليست كل الصفقات تتم، فالشائعات تجذب اهتمام الناس. التوقعات هي أكثر ما يريده الناس. والدوري الإسباني فوق ذلك لا يستطيع التنافس مع الإنجليزي”.
“نعرف المغنيين والممثلين بسبب أنشطتهم أكثر من أعمالهم، وذلك لا ينطبق على لاعبي كرة القدم الذين ينغلقون أكثر وأكثر مع مرور الوقت”.
هل فكرت في ذلك عندما وجدت أطفالك لا يشاهدون مباراة كاملة على التلفاز؟
“من قبل ذلك أيضًا. في طفولتي كنت أعرف اللاعبين لأن الدوري الإسباني كان الوحيد الذي يُبَث مجانًا. ولكن في نهايات مسيرتي كنت أحيانًا لا أعرف أمام من سألعب. الآن يجب أن تدفع لتشاهد وهناك منصات أخرى مثل نتفيلكس وإتش بي أو”.
هل تعتقد أن الدوري الإسباني أصبح مملًا؟ برشلونة يفوز أغلب مبارياته 1-0 ويتقدم على ريال مدريد بفارق تسع نقاط.
“الدوري الإنجليزي يقسّم حقوق البث بشكل أكبر بين الأندية، وهناك 6 أندية تصارع دومًا من أجل اللقب. أعلم أن لاليجا تريد أن يكون هناك تفاعل مع أندية أكثر من ريال مدريد وبرشلونة، ولذلك يجب أن يتم دفع الأندية الأخرى”.
هل تمارس الرياضة؟
“لم أركض منذ آخر مباراة خضتها أمام ألميريا”.