“إرادته أكثر سماته تميزا. بإمكانه تحطيم الحائط برأسه لتحقيق ما يريد”. هكذا وصفته والدته، وهكذا بإمكانك الاستدلال على شخصية هايكو هيرليتش مدرب الزمالك المحتمل.
اقترب الزمالك من الإعلان عن مدربه الجديد خلفا لجوسفالدو فيريرا الذي رحل عقب الخسارة من شباب بلوزداد والإقصاء من دوري أبطال إفريقيا.
وعلم FilGoal.com أن الزمالك قد اقترب من التعاقد مع الألماني هايكو هيرليتش ليكون المدرب الجديد للفريق.
هيرليتش المدرب الأسبق لـ أوجسبورج، وباير ليفركوزن، لديه مسيرة كبيرة في كرة القدم سواء كمدرب أو كلاعب، وهي الأبرز.
صاحب الـ 51 عاما شخص عنيد، قاوم المرض وتغلب عليه، مسيرته كلاعب لم تستمر طويلا ولكنه أصر على استكمال ارتباطه مع كرة القدم كمدرب.
ويقدم لكم FilGoal.com أبرز محطات هيرليتش خلال مسيرته مع كرة القدم، وما يميزه.
الطفل المتمرد
ولد هيرليتش في مدينة مانهايم ونشأ في بادن فورتمبيرج، وصف بالطفل المتمرد بناء على الشخصية التي أظهرها حينما كان مراهقا، إذ كان من الصعب السيطرة عليه حسب وصفه.
هيرليتش يعتبر شخصيته الحالية متناقضة لما كان عليه في طفولته.
المدرب الألماني تحدث عن تلك الفترة قائلا: “لم أعتقد أن ذلك كان خطأي ولم أفهم سبب معاقبتي”.
في أحد المرات فشل بيرتي فوجتس مدرب الفريق تحت 15 عاما في استدعاء هيرليتش للمنتخب لأنه هدد بالابتعاد عن اللعبة إذا لم يأت المدرب للتحدث معه.
تقول فيكا والدة هيرليتش “إرادته أكثر سماته تميزا. بإمكانه تحطيم الحائط برأسه لتحقيق ما يريد”.
مسيرة هيرليتش الاحترافية مع كرة القدم بدأت في عام 1989 مع نادي فرايبورج ومنه انتقل إلى باير ليفركوزن عام 1993.
ومع ليفركوزن بدأ اللعب كمهاجم وبدأ في الظهور واللمعان وتمكن من تسجيل أربعة أهداف في أول 10 مباريات في الدوري الألماني.
بعد موسم واحد مع باير ليفركوزن انضم هيرليتش إلى بوروسيا مونشنجلادباخ ليبرز أكثر، إذ حصل على جائزة هداف الدوري الألماني بتسجيله 20 هدفا.
رجل غريب
مارتن داهلين زميل هيرليتش وصفه بالشخص الغريب بسبب عاداته الذي نفذها.
وقال داهلين: “هيرليتش هو رجل غريب يجلس في الحمام وهو يقرأ الإنجيل”.
بطل أوروبا
في عام 1995 انضم هيرليتش إلى بوروسيا دورتموند وفي موسمه الأول ساعد الفريق في التتويج بالدوري الألماني.
في الموسم الثاني توج دورتموند بلقب دوري أبطال أوروبا وشارك هيرليتش في 23 دقيقة من المباراة النهائية ضد يوفنتوس.
مواجهة أوليفير كان
أحد أبرز المشاهد في مشوار هيرليتش كانت مواجهة أوليفير كان الحارس التاريخي لبايرن ميونيخ وتحديه الذي نجح فيه.
هيرليتش تحدث عن الواقعة قائلا: “عام 1999 كنا نواجه بايرن ميونيخ وكنا بحاجة إلى تحقيق الفوز وأتذكر يورجن كوهلير الذي أخبرني إن أوليفير كان من الممكن أن ينزعج من الكرات العالية، فقط أزعجه قليلا وسيفقد أعصابه”.
ما حدث هو أن هيرليتش تمكن من تسجيل هدفين في المباراة محطما آمال كان في تحقيق رقم قياسي في عدد الدقائق المتتالية بدون استقبال أهداف.
“أوليفير كان جاء وضغط بأنفه على رقبتي، ربما كان الهدف الثاني كثيرا بالنسبة له، لم يصل الأمر لأن يعضني لكنني كنت أحتفل في الداخل بأن هذا الحارس الاستثنائي أظهر ضعفه أمامي”.
المرض
“الفترة الأسوأ في حياتي” هكذا وصف هيرليتش فترة إصابته بالمرض عام 2000 عندما أصيب بورم في المخ والذي أبعده عن ممارسة كرة القدم لمدة طويلة كانت كفيلة بتدمير مسيرته.
هيرليتش أتم شفاؤه وعاد للملاعب وأكمل عقده مع دورتموند والذي انتهى في 2004 ولكنه كان قد شارك لمدة 90 دقيقة فقط في موسمين بالدوري الألماني ليقرر الاعتزال في عمر 31 عاما.
تحدث هيرليتش عن قراراه قائلا: “حتى عندما حاولت اللعب مع الفريق الرديف اتضح الأمر لي بأنني أصبحت بلا فرصة لأثبت نفسي كلاعب كرة قدم”.
البطولات كلاعب
مسيرة هيرليتش كلاعب لم تكن طويلة الأمد ولكنه حقق خلالها العديد من الإنجازات برفقة دورتموند بالتتويج بخمس بطولات.
هيرليتش توج بدوري أبطال أوروبا والدوري الألماني مرتين وكأس السوبر الألماني بالإضافة إلى بطولة إنتركونينيتال.
توج هيرليتش أيضا بكأس ألمانيا لمرة مع باير ليفركوزن، ومرة برفقة بوروسيا مونشنجلادباخ.
بداية المسيرة التدريبية
بعد عام واحد من اعتزاله حصل هيرليتش على الرخصة التدريبية وتولى تدريب فريق دورتموند تحت 19 عاما.
نجاح هيرليتش في موسمين مع شباب دورتموند أوصله لمحطة جديدة بتولي تدريب منتخب ألمانيا تحت 17 عاما والذي حصل معه على المركز الثالث في كأس العالم 2007.
مع منتخب ألمانيا درب هيرليتش بعض نجوم كرة القدم الحاليين وأبرزهم توني كروس نجم ريال مدريد وكيفن تراب حارس مرمى آينتراخت فرانكفورت وسيباستيان رودي لاعب بايرن ميونيخ السابق.
التدريب على المستوى الاحترافي
في عام 2009 حصل هيرليتش على الفرصة ليدرب الفريق الأول لـ بوخوم، ولتكون هي الخطوة الأولى كمدرب لفريق أول.
مسيرته مع بوخوم لم تستمر طويلا لأن الفريق هبط إلى دوري الدرجة الثانية ورحل عن تدريبه قبل نهاية الموسم.
عام 2013 عاد هيرليتش لتدريب المراحل السنية من جديد وتلك المرة تولى تدريب فريق تحت 17 عاما في بايرن ميونيخ، وبعد ثلاث سنوات تولى تدريب ريجينسبورج في دوري الدرجة الثانية.
في 2017 عاد هيرليتش للدرجة الأولى في ألمانيا وتلك المرة كانت مع محطة باير ليفركوزن.
هيرليتش قاد ليفركوزن في 64 مباراة وخلالهم حقق الفريق الفوز في 32 مباراة وتعادل في 14 وخسر 18 مباراة.
وشهدت فترة تدريب هيرليتش لـ باير ليفركوزن، واقعة غريبة في مواجهة بوروسيا مونشنجلادباخ.
الواقعة كانت أثناء خروج دينيس زكريا ليلحق بالكرة في محاولة استعادتها سريعا، وأثناء مروره بجوار هيرليتش حاول المدرب الوقوع ليعتقد الحكم بأن زكريا قد دفعه ليحصل على بطاقة صفراء أو حمراء.
الواقعة لم تمر بسهولة وقرر الاتحاد الألماني تغريمه 11 ألف يورو للتمثيل.
رحل هيرليتش عن تدريب ليفركوزن بعد 17 جولة من موسمه الثاني عندما كان الفريق يحتل المركز التاسع في جدول الترتيب.
المحطة الأخيرة لهيرليتش كانت مع أوجسبورج بداية من موسم 2019/2020 وهو موسم انتشار فيروس كورونا.
هيرليتش قاد أوجسبورج في 42 مباراة، حقق خلالهم الفوز في 12 وتعادل في 9 وخسر 21 مباراة.
ورحل هيرليتش عن تدريب أوجسبورج بنهاية موسم 2020/2021 بعد أن أنهى الموسم مع الفريق في المركز الـ 14.
المدرب المتمرد تلقى عقوبة جديدة أثناء فترة تدريبه لأوجسبورج بسبب اختراقه الحذر الطبي بخروجه من معسكر الفريق أثناء انتشار فيروس كورونا لشراء معجون أسنان وكريم للبشرة.
الاتحاد الألماني قرر معاقبة المدرب وحرمانه من قيادة الفريق في مواجهة فولفسبورج والتي كانت من المقرر أن تكون مباراته الأولى في قيادة الفريق.
بشكل عام فإن هيرليتش مدرب وشخص عنيد كما يطلق عليه زملائه وهو ما يظهر من بعض مواقفه، كما يجيد أيضا التعامل مع اللاعبين الشباب، وهو ما أدى لتوليه تدريب فرق الأعمار السنية الصغرى لأكثر من مرة ومع أكبر فرق ألمانيا، وهي المحطات التي شهدت أكبر نجاحاته.
هيرليتش قد يلجأ إلى قطاع الناشئين بـ الزمالك إذا تولى تدريب الفريق بناء على خبراته السابقة مع فرق الناشئين وبناء أيضا على تجربة فيريرا مع تصعيد أكثر من لاعب من فريق الشباب في الموسم الماضي والتي أثبتت نجاحها مع الفريق.