“خوان كارلوس أوسوريو مهووس. لا يمكن للمدرب أن ينزل إلى أرض الملعب بدون مفكرة وقلمين. أحدهما باللون الأزرق، للنجاحات، والآخر باللون الأحمر لكل ما تهتم به. بينما يطارد لاعبيه الكرة، يقوم بتدوين الملاحظات بهدوء“. هكذا وصفت صحيفة “آل بايس” الأوروجويانية المدرب الكولومبي.
وعلم FilGoal.com أن الزمالك توصل لاتفاق مع الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو ليكون المدرب الجديد للفريق ليخلف البرتغالي جوسفالدو فيريرا.
نشأ أوسوريو كلاعب في موطنه كولومبيا، لكن مسيرته في الملاعب لم تدم طويلا حيث انتهت بعمر 26 عاما بسبب الإصابة.
فلعب فقط كلاعب وسط لأندية لأندية ديبورتيفو بيريرا وأوناس كالداس الكولومبية وإنترناسيونال البرازيلي.
واكتفى بمباراة واحدة بقميص منتخب كولومبيا تحت 20 عاما.
توجه صوب الولايات المتحدة الأمريكية ودرس كرة القدم في جامعة نيو هافن، في كونيتيكت، وأكمل درجة البكالوريوس في علوم التمرين.
عمل كبنَاء ونادل في نيويورك لدفع تكاليف دراسته في علم التدريب.
يتذكر أوسوريو عبر قناة TeleMedellín الكولومبية: “مثل جميع الذين ذهبوا إلى بلد أجنبي، عملت في البناء بواسطة مثقاب كهربائي في الشارع. كان الأمر صعبا جدا. تحملت البرد، وعملت بوظائف أخرى، في المطاعم، في المكتبة، كل ما يتطلبه الأمر للبقاء على قيد الحياة”.
امتلك الكولومبي صالة ألعاب رياضية صغيرة وقرر بيعها والتوجه إلى مدينة ليفربول لدراسة كرة القدم في جامعة جون موريس.
بعد كل محاضرة بدأ يحضر تدريبات ليفربول تحت قيادة جيرارد هولييه وروي إيفانز.
يتذكر أوسوريو في حوار مع شبكة سكاي سبورتس: “لم يسمحوا لي بالدخول هناك قط في ليفربول”.
وأكمل “لكنني أتذكر أنه بمجرد السماح لي بالدخول إلى ملعب تدريب إيفرتون. سمح لي ديف واتسون بالداخل لمشاهدة جلسة تدريبية في مزرعة فينش”.
تحصل فرصة العيش مع عائلة في منزل قريب من ميلوود معقل تدريبات الريدز لمشاهدة مران الفريق بشكل يومي حتى لو من النافذة.
عاش أوسوريو لمدة عامين في غرفة صغيرة حتى أكمل شهادته.
تحدث كارلوس عما تعمله من تدريبات الريدز آنذاك: “عملوا جيدا وتعلمت الكثير. كنت أكتب جميع الملاحظات وكل الجلسات. وكان الشيء الوحيد الذي كان مهما جدا بالنسبة لي هو أنه في تلك المرحلة بالذات في 1997-1998 ، كان لا يزال لديهم برنامج تدريبات الشباب الخاص بهم في ليلة”.
وأوضح “كنت أشاهد الفريق الأول في الصباح وفريق الشباب في الليل، لذلك تعلمت الكثير”.
كما كان يذهب بانتظام لمتابعة مباريات فريقي بلاكبيرن وبولتون.
فقال لشبكة سكاي: “جئت من بلد لاتيني حيث كل شيء التمريرات القصيرة والتيكي تاكا، وتعلمت في إنجلترا طريقة لعب معاكسة تماما، وهو ما كان مثمرا تماما وعززني“.
عاد أوسوريو عام 1997 إلى أمريكا وبعد 3 سنوات أصبح مدربا مساعدا لـ أوكتافيو زامبورانو في فريق متروستارز أحد فرق دوري الدرجة الثانية الأمريكية آنذاك.
قال زامبرانو لصحيفة نيويورك تايمز: “لقد طرق بابي بحثا عن فرصة”.
وأضاف “أعجب به اللاعبون على الفور بفضل استعداده لكل جلسة تدريبية واهتمامه الفردي بكل واحد منهم”.
وأوضح “يفضل أوسوريو نداء لاعبيه بالاسم بدلا من اللقب”.
بين 2001 وحتى 2005 عاد أوسوريو للعمل في صفوف فريق مانشستر سيتي حيث بدأ كمدرب بدني.
دينيس تويرت أحد المدراء في سيتي الذي أجرى مقابلة مع أوسوريو قال عنه: “تمكن من دمج العلوم الرياضية بلغة كرة القدم، على سبيل المثال تحدث عن إدراك إصابات العضلية الصغيرة هي مشكلة حقيقية للاعبين وأن لدينا إطار لمحاولة تفاديها، 4 من أصل 5 خلال الاختبار وافقوا على توليه المهمة”.
وأنهى مسيرته مع سيتي كمساعد لـ كيفن كيجان في الجهاز الفني للفريق.
تأثير السير
كما تمكن خلال تواجده بإنجلترا من زيارة بعض الحصص التدريبية لـ السير أليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد.
أوسوريو الذي خاض 3 مباريات مختلفة في كوبا أمريكا 2016 بـ 3 حراس مختلفين مع المكسيك تأثير السير في ذلك قائلا: “لا بد لي من القول إن التناوب والميل لدي لمنح الجميع فرصة جاءا من السير فيرجسون“.
وتابع “أتذكر الانتظار بصبر في كل تدريب حتى ينزل إلى أرض الملعب ربما لخمس دقائق مرتديا معطفه الطويل“.
وأضاف “كان يقول بضعة أشياء فقط، لكنهم كانوا يستحقون مني الانتظار طوال ساعتين هناك لأن أحد الأشياء الرئيسية كان حول سبب وكيفية تدوير الفريق“.
خاض أوسوريو أول فرصة للتدريب من بوابة مييوناريوس الكولومبي في 2007 وبعد ذلك بعام واحد عاد للولايات المتحدة الأمريكية من بوابتي شيكاغو فاير ثم نيويورك ريد بولز.
وأصبح الكولومبي هو المدرب اللاتيني الوحيد في تاريخ الدوري الأمريكي الذي يقود فريق إلى نهائي الدوري في موسم 2008 لكنه خسر اللقب لصالح كولومبوس كرو آنذاك.
في 2011 تم إعلان توليه تدريب منتخب الهندوراس لكن فريقه أوناس كالداس في ذلك الحين رفض التخلي عن خدماته ليفشل في خوض تجربته الأولى على مستوى المنتخبات.
يتذكر المدرب قائلا: “لم يسمحوا لي بالرحيل في كالداس وبسبب الوقت الذي تطلبه الاتحاد الهندوراسي، أصبح ذلك مستحيلا بالنسبة لي لمواجهة هذا التحدي”.
بعد التتويج بلقب الدوري الكولومبي، خاض أكثر من تجربة بين البرازيل وكولومبيا والمكسيك.
عملية الذاكرة
عقب توليه مهمة تدريب المكسيك في 2015 قال الصحفي لويس بابلو في صحيفة “آل بايس” أن للمدرب طريقة عمل تعرف باسم “عملية الذاكرة“.
فقال الصحفي في تقرير: “لديه طريقة يسميها ذاكرة العمل، سلسلة من التجارب والحركات مع الكرة، ليصبح الأمر أوتوماتيكيا من اللاعبين في الملعب، يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكانه تكييف النظرية التي نجحت في الأندية، مع منتخب يلتقي بشكل متقطع”.
أوسوريو سبق له أن صرّح عقب توليه مهمة تدريب المكسيك: “كرة القدم هي رياضة ذاتية، إنها تتعلق بالآراء ولدينا جميعا الحق في إبداء الرأي. حتى أنني أتلقى نصيحة من والدتي بشأن الطريقة التي يجب أن نلعب بها“.
بحسب موقع esto المكسيكي فأن المدرب يُعرف بلقب “Recreationist” بسبب اهتمام الكولومبي بالتفاصيل الصغيرة التي لا يلاحظها الآخرون أو يفضلون تجاهلها.
كما إنه معجب بالملاعب التي لا تحتوي على مضمار رياضي والتي يكون فيها المشجعون أقرب إلى الملعب.
وتلقى أوسوريو صفعة ضخمة، حيث وصف الكولومبي خسارته من تشيلي في ربع نهائي كوبا أمريكا 2016 بنتيجة 7-0 بـ “المباراة المروعة“، نتيجة ثقيلة أنهت سلسلة 22 مباراة دون خسارة.
فقال عقب اللقاء: “ما حدث اليوم كان مخزيا، حادث كرة قدم، كان أداءً سيئا للغاية وأقدم اعتذاري للجميع ولكل مشجعي المكسيك”.
وتابع “لقد أخطأت في كل شيء، لقد أخطأت في اختياراتي للفريق، أتحمل هذه المسؤولية، لم يكن أي من لاعبينا في أفضل حالاته”.
وواصل “لم أتخيل مثل هذه الهزيمة الكبيرة، ومع كل الاحترام لتشيلي، لا يوجد فارق بسبعة أهداف بين كرة القدم التشيلية والمكسيكية”.
عقب تجربة المكسيك تولى تدريب منتحب باراجواي لمباراة واحدة فقط خلال 5 أشهر ورحل لأسباب عائلية في فبراير 2019.
تولى تدريب أتليتكو ناسيونال من جديد لم تكن مسيرته مظفرة بالألقاب مثلما حقق في ولايته الأولى مع الأخضر الكولومبي عندما حقق 6 ألقاب منها 3 دوري.
ثم قاد فريق أمريكا دي كالي لكنه رحل في مارس 2022 لتكون تجربته الأخيرة منذ ذلك الحين.
“أبحث عن الفرص والمشاريع الرياضية، بينما كنت مع عائلتي درست الألعاب وعلم الأعصاب، تعمقت كثيرا في بعض المفاهيم ومستعد للمشروع الرياضي القادم” هذا ما قاله خوان كارلوس أوسوريو لشبكة ESPN يوم 20 مارس الماضي.
الكولومبي لم يتوقف عن التعلم منذ البداية وطيلة مسيرته والآن بات قاب قوسين أو أدني من تولي تدريب الزمالك والتي ستختلف تماما عن كل ما سبق.